كاسحات الألغام الزرقاء
حقق الهلال الفوز في كل مبارياته التي لعبها في معسكره الاعدادي بالمملكة العربية السعودية وهو امر مهم معنويا رغم ان الفوز والخسارة ليس من الأهداف الرئيسية للمباريات الودية لذلك فان افضل ما حدث في هذه المباريات هو الأداء الهجومي المتميز والاهداف المكررة التي تشبه بعضها الي حد بعيد ببناء الهجمة من الخلف والتحضير بهدوء حتي وجود مساحة علي الاجنحة والتمرير في خانة الجناح وعكس الكرة لاحراز الهدف وهو امر لم يأتي بالصدفة وعمل عليه فلوران منذ قدومه للهلال بالاعتماد تماما علي طريقة 433 مركزا علي الاجنحة وعكس الكرات امام المرمي وقد صبر صبرا طويلا من اجل الوصول الي هذا المستوي المتميز وبالتاكيد كان ذلك علي حساب الدفاع الأزرق الذي تلقي العديد من الأهداف بسبب الخلل الواضح في وسط الملعب الدفاعي رغم ان الهلال يلعب بثلاثة ارتكازات نظريا ولكنه في الواقع يلعب بارتكاز وحيد لان هناك مهام هجومية كثيرة للاعب صلاح عادل مثلا بجانب عملية البناء التي يكتفل بها بوغبا وابوعاقلة وزيادة عدد المهاجمين مما جعل من الصعوبة بمكان أداء الواجبين الدفاعي والهجومي ويظهر هذا الخلل جليا في الدقائق الأخيرة للمباريات حيث يقل التركيز عند لاعبي الوسط بسبب المجهود المضاعف
فلوران من اجل الوصول الي أداء هجومي متميز ركز في تسجيلاته علي الاجنحة بتسجيل اكبر عدد من اللاعبين رغم وجود الثنائي صاحب الخبرة والأداء المقبول ان لم يكن الجيد ياسر مزمل وعيد مقدم ولكن فلوران كان يريد وجود اكبر عدد من اللاعبين يخلق له الخيارات ويجعل التنافس كبيرا ولكن من سؤ حظه فان اللاعبين الذين اعتمد عليهم في بداية عمله غير موجودين باستثناء ياسر مزمل فقد غادر كل اللاعبين في الأطراف والاجنحة مثال اطهر الطاهر وامورو وجارجو ومكابي ولم يستقر التشكيل الهلالي لدرجة ان أجانب الهلال الذين يقودونه حاليا جاء معظمهم في منتصف الموسم حتي ايبولا كان مصابا ورغم ذلك فان فلوران استطاع ان يخلق شكلا هجوميا للهلال وان يكون الأداء في تصاعد مستمر حتي حدث الانسجام الكبير ولا نقول الكامل في معسكر الهلال الناجح بالسعودية وهنا لابد ان نشيد بإدارة الهلال وحتي إدارة الاتحاد السوداني فقد ساهم الاتحاد في كل معسكرات الهلال تقريبا خصوصا في المغرب والسعودية وهذه المعسكرات هي التي خلقت هذا الانسجام بين اللاعبين وسنعود الي كل هذا بالتفصيل لاحقا ولكننا نركز اليوم علي الأداء الهجومي ونقول ان شكل الهلال الهجومي بات واضحا ويبعث علي الثقة في تسجيل الأهداف ويكفي ان نضرب مثلا بمباريات الهلال الخمس الاولي في معسكره في بداية الموسم حيث لم يحقق أي فوز بعد ان خسر امام عزام التنزاني والافريقي التونسي مرتين وتعادل مع البنزرت ومستقبل المرسي وكانت الأهداف شحيحة مقارنة بالفوز علي اندية كبيرة وباهداف كثيرة مثل الوحدة والرياض ودي سي يونايتد واحراز الأهداف نفسه يبعث علي الفرح بانطلاقات الاجنحة مع الدعم المستمر من افضل لاعب في الهلال في الوقت الراهن ايبيولا احد اللاعبين الذين اشرف المدرب علي تسجيلهم رغم انه لم يكن نجما معروفا في بلاده وهنا نشيد بالمدرب الذي استطاع أيضا ان يفجر طاقات هذا اللاعب ويخلق ثنائية رهيبة بينه وبين البرت في المباريات الأخيرة باستغلال قدرات البرت أيضا في إمكانية الدخول لوسط الملعب وترك مساحة الجناح خالية لايبيولا للانطلاق فيها وهو يجيد العكسيات وفي الطرف الايسر فان بابي عبدو اثبت وجوده كلاعب جناح وهداف في نفس الوقت مسنودا بخبرة جيدة في المشاركات الافريقية بجانب الشاب البورندي جان كلود ومع عودة محمد عبد الرحمن الي مستواه المعروف وارتفاع لياقته فان الهلال بات له شكل هجومي متميز مع توفر بدائل ومنافسة شرسة في الاجنحة ولكن براس حربة واحد متخصص دون ان نعيد حديثنا بان الاجنحة أيضا لهم قدرات تهديفية
ورغم ذلك فان فريق الهلال وبنظرة اخري يبقي في وضع الخطر لعدم وجود بدائل في خانات حساسه جدا واهمها مفتاح اللعب ايبيولا فغيابه سيؤثر علي الهلال بشكل مباشر بجانب قلب الدفاع الذي سيلعب فيه الوافد الجديد جونيور بعد إصابة الثنائي ارنق وضيوف وبالتالي فان الهلال سيلعب بثنائي جديد بدون احتياطي له خبرة حتي الصيني غادر بمبررات البرهان او حميدتي لكنه مثل الحرب امر واقع ومكروه كما ان عدد الأهداف الوفير الذي احرزه الهلال في المباريات الودية اثر فيه بشكل كبير عبد الرؤوف وطابع الهلال كان هجوميا وهو امر من الصعب ان يطبقه فلوران في المباريات الرسمية لانه يعتمد علي ثلاثي ارتكاز ويبحث عن أداء دفاعي لا يتوفر عند عبد الرؤوف ولكن يبقي الامل بان يكون الخط الاقوي في الهلال في قمة القه في المباريات الرسمية التي يكفي فيها هدف او هدفين عسي ولعل ان يحقق الهلال الفوز في المباراتين ويصعد في مجموعة كان هو الاحق بتصدرها حتي الان ولكن واه من لكن