بروح التاريخ ..
مشكلة الاعلام المصري انه منغلق علي نفسه حتي في زمن الانفتاح .. ربما كان للاعلام المصري شئ من العذر عندما كان مسيطرا علي الاعلام العربي بالافلام والمسلسلات حتي صارت اللهجة المصرية اقرب للغة الرسمية للعالم العربي ولكن الزمان اتغير مع انفتاح العالم علي التنكلوجيا فاصبحت اللغة الموحده هي لغة السوشال ميديا واصبح الباب مفتوحا للجميع للتعبير بحرية وحتي قبل ذلك فان الدراما السورية هزمت الدراما المصرية في كثير من المواسم واصبحت معشوقة العالم العربي بجانب التطور الكبير في الاعلام الخليجي ودخول القنوات ذات الامكانيات العالية ولا ننسي طبعا اتجاه الشباب الي عالم كرة القدم فاصبح الاعلام المصري المنغلق علي نفسه لا يحس به احدا الا مع المناسبات الخاصة ..
الاعلام المصري الذي يتحدث عن الاهلي وتاريخ الاهلي ومشاركاته الافريقية يجهل انه اخر الاندية الكبيرة التي شاركت في هذه البطولة ويجهل ان الهلال هو (قائده) في هذه البطولة بعد ان شارك في عام 66 قبل سنوات من اول مشاركة للاهلي والجهل بالشئ لا يعني الغاء المعلومة !
نحن نعرف كل كبيرة وصغيرة عن الاهلي ليس لان الاهلي اكبر من الهلال ولكن لان الشعب السوداني يحب القراءة والاطلاع ولان الاعلام الورقي وخصوصا الرياضي وفي هذا الجانب تحديدا متفوق علي الاعلام المصري في التعامل مع المعلومة والبحث عنها ويظهر ذلك جليا في الصحف في دول الخليج حيث يتفوق الاعلاميون السودانيون بوضوح ..
اذا كان الاعلام المصري المنغلق علي نفسه يتحدث عن تاريخ الاهلي فاننا ندخل هذه المباراة بتاريخنا الاصيل والضارب في الاعماق والمسنود علي فكرة السودان للسودانيين والحب للاوطان فنحن احفاد الخريجين الاوائل وابناء المناضلين ونحن اول من عزف له السلام الجمهوري كرويا في هذه الارض الطيبه ونحن من عرفنا دروب افريقيا قبل الاهلي المصري ولن نتحدث عن البطولات لان البطولة التي كانت اقرب للهلال يعرف الاهلي المصري جيدا كيف انتزعنا منه ..
بسند تاريخنا ندخل هذه المباراة مستعيدين ذكري المؤسسين اولاد رجب وحمدنا وسرور ويوسف التني وامين بابكر اسماء يقف التاريخ امامها احتراما واجلالا لها .. بتاريخنا الذي كتبه الطيب عبد الله في النهائي الشهير وبتاريخ طه علي البشير وذكريات عبد المجيد منصور عندما وصل الهلال الي النهائي بـ17 لاعب فقط وتعرض للظلم التحكيمي ايضا وبهلال صلاح ادريس الذي ضرب الاهلي بالثلاثية التي يتجاهلها الاعلام المصري وكأن الهزيمة بهدف الشمس هي اول هزيمة للاهلي ..
ندخل هذه المباراة بتاريخنا الذي سطرناه في قاهرة المعز نفسها عندما هزمناك بهدف ريتشارد ايام برانكو احد اشطر واقوي المدربين شخصية عندما اصر علي اشراك النذير وابعاد هيثم مصطفي الذي يجلس علي كراسي بي ان سبورت محللا لاداء الهلال وهو قائد الهلال الذي انتزع التأهل في مباراة الرد بالقاهرة عندما انتهت بالتعادل السلبي ونتمني ان يذكرهم هيثم بهذه المباريات التاريخية ..
ليس فريقا جديدا في افريقيا او فريق يخاف الجماهير فهذا الازرق العاتي قد جاء من هذه الجماهير وهو الذي خبر ادغال افريقيا من زمن جكسا واهدافه التاريخية مرورا باهداف صبحي وتنقا وكندوره وقدوين وكلتشي حتي هدف مكابي ..
ندخل بتاريخنا وبندينتنا للاهلي لا نخاف من صياح ا التراس فروح الفانلة الزرقاء تقف شامخة اكثر من روح الفانلة الحمراء التي تتباهون بها ..
الاعلام المصري المنغلق علي نفسه يعتقد ان العزة للاهلي فقط وهو يتجاهل الحقيقة التي امامه بان هذا الاهلي عائد من هزيمة بخماسية اكلها وكأنها (جاتوه) ويريد ان يتحدث عن الضعف الفني للهلال ..
هذا الهلال الضعيف لم يستطع صن داونز ان يهزمه بخماسية في المباراة الافتتاحية في ارضه وهي المباراة الاهم لاي فريق بينما تجرع الاهلي الهزيمة من الهلال في المباراة الافتتاحية بامدرمان ولكن حظ الاهلي والحظوظ من رب العالمين حرم ليليبو مكابي من ضربة جزاء كما حرم اطهر الطاهر ليجعل الاهلي واعلامه يتحدث عن مباراة الفريق الاضعف فيها من وجهة نظره من المفترض ان يجعلهم متفرجين مثلهم مثل الزمالك ومن قبل جوله كاملة .. ولكنها الاقدار والحظوظ ونحن نحترمها ..
لا ندخل مصر الا فاتحين منذ اجدادنا القدامي ولا نخاف المواجهات ولا نخشي كرة القدم داخل الملعب اما اللعب تحت الطربيزه فنحن نعلنها بكل وضوح لا نقوي عليه فالاهلي هنا بطل وتاريخ ومعلم بشهادة اهله ولاعبيه القدامي بقيادة مصطفي يونس ولن نستشهد بفاروق جعفر ورضا عبد العال تحت الطربيزه ..
فلنتواجه تاريخ بتاريخ واسم باسم وكبير بكبير والملعب بيننا .. اللهم اصر هلال رمضان ببركات شهر رمضان