ياسر سحنون يكتب عن الفرح النبيل
بينما الشروع في الفرح بات شيئاً مكلفاً وفي حكم الصدف
وفقاعات الألم تسيطر على سطح الحياة .. و الأفق معبأ بالهموم والشقاء
ألخرطوم الصبية تشكو وتئن
فلا تجد شيئاً تتقي به هجير الأحزان سوى الهلال
والأزرق يحمل إزميل الخاطر ويعبث في دواخلها بطريقة اعتادتها الخرطوم واعتادت توصيلها لبقية الأنحاء
من حظ عملاق بني سويقة العاثر يومها أن ألقت به الأقدار في طريق يحتاجه الأزرق لترسيم الحدود الفاصلة بين الحزن ومشروع الابتسام
كنا نتعشّم في الحصول على نصف ابتسامة لكن الأزرق بكرمه الذي نعرف جعلنا نقهقه حد الاستحياء
وشرع الأزرق يومها في تمشيط آلامنا حتى خفنا ألا يترك لنا ألماً نتآنس به من وحشة الأفراح
والأزرق يرفض التفاوض في أحلام الأنصار ويمزق فاتورة الحزن ويرسل الحساب لعنوان نادي الدم والذهب
والخيل الزرقاء الحرة معقود بنواصيها النصر .. والوعود الزرقاء تبرق حتى مطلع الفجر
والعشب الأخضر لم يجد خياراً سوى الانحناء تحت أقدام الأقمار
والوجوه هناك بدار السلام ترسل ابتساماتها عكس عقارب الحرب وتعلن تحررها عن الترقب والانتظار
وغدا باذن الله نتوكأ على أفراحنا لنغزو .. ونعود محمّلين بغنيمة أخرى من الأفراح
افراحاً نعبؤها في أوراق الفال .. نعقّمها ضد التراخي .. ونحقن فيها من أوجاعنا ما يكفي لركوب المجد من جديد
ومن عصير الحزن نصنع ضيافتنا بأنفسنا ونغط في فرح عميق
فالذي ينشد الفرح لابد ان يتناول لقاح الحزن
والافراح تتغّذى على فتات الحزن لتصنع الأحلام
غدا نمتطي صهوة المجد ونحط رحالنا بمحازاة الآمال
على الضفة الأخرى من الآلام
لن نلتفت الا للأمام
ونسبق افواج الغمام
خلف أزرقنا الهمام
ونبرّ وعدنا
وعد القادرين على التمامف
إلى غدٍ أزرق مع التحية