أصل الحكاية
أللاعب مواطن اولا.. وجوده مع الفريق او المنتخب لايعني فصله عن واقع الحرب وهو مالخصه مدرب فريق الهلال فلوران ابينجي في المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة الفريق الاولى في دور المجموعات الافريقي للاندية الابطال امام بترو اتلتيكو الانقولي والتي خسرها الهلال لاحقا بهدف بقوله”أشعر في بعض الأحيان أن اللاعبين موجودين معنا كأجساد فقط، وتركيزهم مع عائلاتهم في السودان، مع ظروف الحرب، خاصة عندما تكون هناك أخبار سيئة”انتهى.
لذا قبل ان تبدأ في القراءة والتحليل لمجريات المباراة توقف كثيرا عند كلمات مدرب يعي أن الرهان على التفوق وتحقيق نتائج ايجابية يحتاج الى معجزة وانت تطالب جسد بلاروح بتقديم افضل مالديه والانتصار في الملعب والتقدم في البطولة بطموح الصدارة والتتويج واللاعب نفسه مهزوم ومصدوم وحرب في بلاده تقضي على اخضرها ويابسها واخبار الدانات والقصف والاشتباكات ومايترتب عليه من موت مجاني ونزوح او صمود في مناطق القتال لاتتوقف عن الارسال.. اللاعب اسرة ومنطقة اهل واصحاب يشارك ويلعب بنصف ذهن .. قد تخدم الظروف الفريق او المنتخب في تحقيق انتصار وتقدم في منافسة وهذا استثناء والطبيعي الخسارة .. والامر هنا لايدخل عندي في التفاصيل الفنية ولماذا تنظم الدوريات المحلية ودروها في جاهزية الفريق والمنتخب في المواجهات القارية على كل المستويات وساتجاوز عن الفرق بين اللعب التنافسي والودي وايهما يدعم مسيرة الفريق القارية .. واتجاوز كذلك عن خيارات المدرب للمباراة والقراءة الفنية والكيفية التي ادار بها اللقاء فكل ذلك ياتي في آخر سلم الاولويات التي ياتي على راسها وطن مهدود ومواطن مفقود بفعل فاعل.
حسن فاروق