أبوعاقله .. رودري السودان

أبوعاقله .. رودري السودان . شكل اخر للامتاع غير الذي يقدمه المهاجمون

التزام واحترام وتركيز علي الكرة بعيدا عن قرارات الحكام

تحدي الاصابة وعاد أقوي مما كان وتخلص من اكبر سلبياته

في الوقت الذي اتجهت فيها انظار برشلونه نحو الفرنسي غريز مان كانت عين الاسباني غوارديولا الفاحصة تتابع اداء ابن جلدته رودريغو او رودري كما يحلو للكثيرين مناداته .. لم يكن نجما مشهورا لانه لم يكن هدافا او لاعبا مهاريا مثل البرازيليين حتي ان كبار اسبانيا تجاهلوه فلم يتحرك نحوه لا الريال ولا برشلونه رغم انه تربي وسطهم .. غوارديولا الذي كان يبحث عن لاعب ارتكاز بمواصفات خاصة يبني عليه طريقة لعب محددة مرسومة في راس الفيلسوف اقنع ادارة السيتي بدفع الشرط الجزائي والبالغ 76 مليون دولار لاتلتيكو مدريد لينتقل هذا الشاب الهادئ وبهدوء رغم هذا المبلغ الكبير للسيتي ليثبت غوارديولا انه معلم تسجيلات بعد ان اصبح رودري احد الركائز الاساسية في السيتي واحد افضل اللاعبين في العالم الان ان لم يكن افضلهم علي الاطلاق فلاعب الارتكاز عندما يزاحم المهاجمين علي جائزة افضل لاعب في العالم ويكون قريبا من اسطورة مثل ميسي وهدافا مثل هالاند فان ذلك يعني بانه الافضل فعلا لان خانته لا تتيح له التقدم بسهولة نحو اغلي الجوائز الفردية ..

وأنا اتابع في مباريات المنتخب الاخيرة أحسست بوجود هذا (الرودريغو) مع منتخب السودان فهناك لاعب في وسط الميدان يتحرك في كل المساحات بثقة وفهم عال .. يبني الهجمات من الخلف ويزيد مع المهاجمين .. تسليم وتسلم وتمرير دقيق في المساحات الضيقة وارسال طويل وتركيز كامل علي الكرة .. شراسة وقوة واندفاع وهدوء في نفس الوقت .. نفس طويل وتعاون مع الزملاء وعدم احتجاج علي قرارات الحكم فهو يركز علي واجبه كلاعب داخل المستطيل الاخضر ابوعاقلة مثل رودري تصويب قوي وقدرة علي القيادة بدون ان  تكون هناك شارة علي كتفه .. أنه ابوعاقلة عبد الله احد افضل من مروا علي هذه الخانة في السودان وهو افضلهم في السنوات الاخيرة ..

أبوعاقلة مثله مثل رودري تألق مع منتخب الشباب السوداني وانتقل الي اكثر من نادي قبل ان يحط الهلال في الازرق السماوي السوداني وينال خانته بعرقه ومجهوده الوفير .. وكما يعشق المدربون رودري ويعتبرونه منطقه الارتكاز التي يقف عليها الفريق يعشق المدربون ابوعاقلة ولا يستغنون عنه وكلنا شعرنا بفقده في الشوط الاول لمباراة الترجي رغم تقدم الهلال بهدفين ليعود ويضبط ايقاع اللعب وينال اشادة المحلليين العرب قبل السودانيين.. تعرض ابوعاقلة للاصابة فظهر أثره في وسط الهلال وعاد بعد فترة والكل يعتقد انه لن يستيعد مستواه حتي ان البعض طالب بعدم التجديد له ولكنه مثل رودري لا يحب الردود في الصحافة ولا يهتم كثيرا بالاعلام ويفضل ان يرد في الملعب .. فترة قصيرة وعاد ابوعاقلة ليصبح نجم الوسط وبفعالية اكبر حتي ان سلبيته الاساسية في التمرير الخاطئ تحولت ايجابية حيث اصبح ابوعاقلة يجيد التمرير بكل اشكاله وكأن العملية التي اجريت له لأزالة منطقة التمرير الخاطئ !

رودري لا يحب التقليعات ولا يهتم بالموضة وليس مثل اللاعبين الذين يعملون الوشم علي اجسادهم وابوعاقلة لم يعرف عنه يوما انه لاعب سهر او مهتم بمظهره اكثر من اللازم او لاعب صيحات شبابيه..

 ابوعاقلة عبد الله العقل الكبير في الكرة السودانية اللاعب المهذب المتواضع المحترم شكرا لك وانت تقدم لوطنك الكبير ووطنك الصغير كل هذا الابداع بكل هذا الهدوء وشكرا لرودريغو الذي يمتنعا ويؤكد لنا ان كرة القدم لها شكل مختلف اخر للامتاع غير الذي يقدمه المهاجمون ..