الفكي مكي .. ألاسطورة التي لم تتحول الي فيلم
ابو التيمان الذي هزم الشلل والفشل الكلوي بالابتسامة
كتب خالد عزالدين
شاب بسيط مثله ومثل بقية شباب السودان في سنه .. يعمل في التجارة مع صديقه وابن خاله في سوق الكمبيوتر والادوات المكتبيه في قلب العاصة الخرطوم قبل ان ينفطر قلبها .. كان الفكي نشيطا خفيفا ظريفا فهو بطبعه يحب الحياة والناس ولا يهتم كثيرا للتجارة والاموال .. كان يتحرك مثل النحلة في كل الاتجاهات ياخذ من رحيق اصدقائه ويعطي العسل دون من او اذي او لدغة لكل من يريد ان ينال من طيبة هذا الفكي الانسان ..
الوسط الرياضي الكبير الذي نفخر بالانتماء اليه عرفنا بشخصيات عظيمة كانت ومازالت تربطنا بهم اقوي الصداقات ومن بينهم المريخابي الفكي مكي الذي يناقشك بضحك ويرد عليك بضحك ويغيظك ايضا بضحك .. عرفني علي ابناء خاله الطيبون مثله واصبحت علاقتنا اسرية وبالتالي اصبحت جزء من فريق اسرتهم الكبيرة وفريق الدافوري حيث كنت اهاجر حتي الجريف شرق وانا المهووس بالكورة فرجة ولعبا .. كان الفكي يقود التحدي بابتسامته المعبرة ويمارس حياته الطبيعية وهو في ريعان شباب وفجأة وبدون مقدمات وبعد ارهاق بسيط ذهب للدكتور ليكتشف انه مريض بضمور الكلي .. صدمة وقعت علينا كلنا وكان الدنيا توقفت عنه وتحول الامر الي ما يشبه بيت العزاء بالبكاء بعيدا عن الفكي والحزن الصامت امامه .. كنا كلنا وفي مقدمتنا أبن خاله وصديقه فتحي في حالة صدمة الا الفكي مكي كان يبتسم .. أي والله بهذه البساطة .. تقبل الامر وكأنه لا يعنيه .. لم يحزن لم يبدل حياته لم يشعر اي احد بهذا الصمت .. كان يذهب الي غسل الكلي وهو ضاحكا ويتصل علي اصدقائه قبل وبعد الغسيل .. عاش حياته الطبيعة والمرض ينخر في جسده لم يتذمر يوما اويفقد الامل .. سافر طلبا للعلاج وسط دعوات الطيبين واجريت له عملية نقل كلي وبقي لفترة خارج السودان بعيدا عن احبابه لان الطبيب قد منعه من الاختلاط خوفا عليه من اي عدوي لان جسده النحيل اصبح لا يحتمل المغامرة ولكن الفكي مكي كان يغامر ويتصل بكل معارفه ويتحدث ويرفض الاستسلام حتي للراحة .. عاش فترة بهذه الكلية الوحيدة بجانب امراض كثيرة تسبب فيها هذا المرض ولكنه كان مثل حصان السبق الذي يتعثر ولكنه ينهض ويتقدم .. فشلت العملية وعاد احبابه للحزن وعاد هو ليقدم دروسا في الامل والصبر والتفاؤل كان الوحيد الذي يضحك بين كل اهله واصدقائه كان يعطي الناس الامل ويواسيهم بدلا ان يفعلوا هم ذلك .. بدل الفكي مكي كل الاشياء في حقيقة وواقع عشناه وكأننا في فيلم ابدع مؤلفه ومخرجه ومن يبدع اكثر من الخالق عز وجل الذي افرغ كل هذا الصبر علي قلب الفكي واعطاه كل هذه القوة في جسد نحيل توقف كلاه ولكنه ظل ينبض بالحياة .. فترة طويلة من المعاناة ثم اجري الفكي مكي العملية الثانية لزراعة الكلي ونجحت العملية ولكن اثارها كثيرة منها السمنة والارهاق وعدم الحركة وعدم الاختلاط والعديد من الامراض وظل الفكي مكي يتحمل ذلك في صبر وبابتسامة لا تفارق وجهه رغم انه يري شبابه يفارقه واقرانه يتقدمون في العلم والعمل والهجرة والاغتراب وبعضهم تزوج وعاش حياته الجديدة بكل سعادة ولكن الغريب ان الفكي كان اسعد الناس كان اكثر الناس فرحا تتصل عليه فتستغرب من هذا الشاب الذي يعاني كل هذا ويتونس معك وكانه في قمة عنفوانه وعمله وانجازاته .. كان الفكي يتصل علي الجميع ويكتب علي الفيس بوك ويراسل كل اهله ويتابع اخبار ناس عطبرة والخرطوم والمريخ والهلال ويكتب عن العمد والشيوخ والافراح والاتراح .. كل هذا الصبر لم يكن ليضيع مع خالق عادل وعدنا بان الصبر مفتاح الفرج وان بعد العسر يسرا .. شئيا فشئيا تعافي الفكي مكي وعاد كما كان او بقي كما كان لانه اصلا لم يذهب وتزوج ومن الله عليه بتيمان ليصبح ايقونه للصبر والتحدي وهاهو يتحدث الي مرضي الكلي يبث فيهم الامل لانه اسطورة تعيش بيننا تحتاج الي مخرج من كبار مخرجي هوليوود ليخلد هذه الرحلة الطويلة بفيلم اسطوري لشخصية اسطورة نحمد الله ان من عليها بالشفاء ..
تستمعون الي حديث الفكي مكي الضعيف النحيل الذي كان ضخما بدرجة تمنعه من الابداع في كرة القدم وتتسبب في هزيمة فريقه ولكنه كان ينتصر دوما بالامل
سعداء في (فووت اوول ) بمشاركة هذا الفيديو للاخ العزيز الفكي .. مع تحياتي لك والامنيات بدوام الصحة والعافية اخي الفكي مكي
اخوك خالد عزالدين
3 Comments
فكي ومكي ، يعني اسمه حمل اجمل معنيين فلا بد أن أن يجبر الله بخاطره وخواطر محبيه ، له منا اطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية والعطاء.
اخ خالد عذالدين تحياتي أسأل الله الحنان المنان ان يشفي هذا الشاب الفكي الصابر الصامد وأن بجعل مرضه كفارة ويجازيه احسانا”وعافية علي صبره
سعيد انا باستعادة صحتك وعافيتك ربنا يديم عليك الصحه اخي الفكي