!! كتمت
الكتابة .. مرض حميد أصابني منذ زمن بعيد هاوياً قبل أن أكون محترفاً كلما نقص أقول ( هل من مزيد ) .. وكلما خبأ ( زدته سعيراً ) .. ومتى ما ( ركد ) أجري ( واركض ) وأنفر إليه ( خفيفاً وثقيلاً ) حمى الكتابة قد تنتابني لأقوم نصف الليل أو انقص منه قليلا وربما انجر إليها بكرة وأصيلا .. أو غداوة وعشيا وإن دعت أناء الليل وأطراف النهار
*** خمسة وثلاثون عاماً وزد عليها كثيراً وأنا أكتب ( يوماتي ) اكتب بقلم فرح .. وحبر حزين .. وحرف ضاحك .. وتعبير باكي .. سعيد بمهنتي ومهنيتي مغنٍ وشادٍ للوطن والأرض والحبيبة والحق والفضيلة والجمال
*** سال من قلمي الحبر يدون أفراحي الكبرى مع فرحات أخرى بميلاد أبنائي ضحى ( اشرقت ) وأحمد ولمى وجعفر .. ونزل دمعاً بلل الورق حزناً على رحيل أمي الحبيبة ست الجيل بت عطية الله ودالفكي ود زينب .. ست الجيل بت فاطمة بت صالح الباشاب وفي خريف آخر نزل دمعي مطراً في ذكرى وفاة والدي الحاج عبدالله شجرابي ود فاطمة بت زروق
*** لعب قلمي حباً في الهلال غير كارهٍ للمريخ معارضاً وموالياً في المواقف المختلفة ( بالقطعة ) لا ( بالجملة ) وبالقناعة الشخصية الكاملة
*** سافر قلمي ( اجتماعياً ) إلى قاع المدينة وخفاياها وما تحت ( جدولها المائي ) وما فوق جسورها وكباريها ( وثقافياً ) تجول من ( الانداية ) إلى ( المسيد ) ووقف ولم يتوقف ( بالمتحف ) ولا المنتديات الثقافية وكانت الفضائيات ( سندة ) والإذاعة ( محطة )
*** لا سلمت ولا استسلمت وتحت ظروف صعبة للغاية حاربت وظللت أحارب ..
على ترويسة عمودي عبارة ( يحتجب اليوم ) لأجد نفسي محتجباً لأيام دون أخذ الإذن من القارئ ولا إدارة الصحيفة
احتجبت وقلمي انكسر وفي فمي ماء ومدني ( لوزة القطن ) تسقط .. والمعنويات تسقط .. وشيطان الإنس يتقدم وشيطان النفس يوسوس .. والمقيم ينزح والنازح يجدد النزوح والناهب ينهب
والحقائق الغائبة تحتجب ويتواصل تغبيش المشهد
والأزرق بدار السلام يحتجب والأسود حالك السواد يتمدد ولا ( منطقة محتلة ) تحرر ولا ( منطقة حرة ) تسلم
( كتمت )
( وليس لها من دون الله كاشفة )
*** اللهم اعف عنا واغفر لنا وارحم والدينا وجميع موتانا واصلح بلدنا وحالها جمعة مباركة وكل جمعة وانتو طيبين عبدالمنعم شجرابي ..