الحرامية .. اندية شركات
يركز الاعلام الرياضي علي الفساد في الهلال المريخ بحكم الجماهيرية في الناديين الكبيرين المستحوذان علي الاجهزة الاعلامية واتحاد كرة القدم السوداني بحكم ملايين الدولارات التي تدخل الي خزانته ولكن هذا لا يعني عدم وجود الفساد في الاندية والاتحادات الاخري بل بالعكس فان الحال من بعضه ولكن باعلام اقل وأموال اقل والسبب الرئيسي في هذا الفساد هو عدم المحاسبة وسبب عدم المحاسبة هو حالة الا هواية ولا احتراف التي تعيشها الكرة السودانية واعتمادها في الانتخابات واختيار مجالس الادارات علي أساليب اكل عليها الدهر وشرب ..
في العالم المتقدم فان الاندية قد تحولت الي شركات بكل الانضباط المالي في هذه الشركات ووجودها في البورصة وشفافية الاموال بجانب قانون اللعب النظيف في اوربا ومطالبات الفيفا دوما بالشفافية ومراقبة امريكا نفسها للفيفا بصورة او اخري ..
وفي انجلترا حيث أقوي دوري في العالم فان الاندية الانجليزية اصبحت استثمارا تتنافس عليه رؤوس الاموال في امريكا واوربا والخليج العربي وبالتالي فان اي شخص يمكن ان يعرف التفاصيل المالية لاي نادي في الدوري الانجليزي ..
وفي دول الخليج فان الاتحاد الاسيوي وبحكم انضباطه العالي وشروطه القاسية في نيل الرخصة اضطرت الدول الي تحويل نشاط كرة القدم في الاندية الي شركات مع رعاية من الدول ورقابة لاموالها التي تدفعها للاندية ..
وفي شمال افريقيا فان هناك اندية مؤسسات مثل الاهلي القاهري الذي تحكمه نظم ولوائح تاريخية بجانب اندية الشركات التي اصبحت اغلبية في الدوري المصري ويمكن ان نتحدث عن اندية الشمال الافريقي وحتي الاندية الافريقية وخصوصا في جنوب افريقيا تحولت الي اندية شركات او فكرة استثمارية مبنية علي الربح والخسارة بشكل واضح أما غرب القارة حيث المواهب الكثيرة فان الاندية تقوم علي رعاية المواهب الكثيرة المتواجدة في هذه المنطقة وبيعها لمختلف الاندية في كل انحاء العالم بما في ذلك اندية الشمال والجنوب الافريقي الغنية ..
أما نحن في السودان (فنعرض خارج الزفة) ونكاد نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تستورد لاعبين ولا تصدر !! في نظام مالي بدون رقيب او حسيب وبالتالي هو مرتع خصب للحرامية والفاسدين ..
لن نعود الي الوراء كثيرا لنؤكد علي ان الفوضي المالية الموجودة في الهلال والمريخ فنحن في كل يوم نعيش جديد في هذه الفوضي والاعلام يتحدث هذه الايام عن تحويل موظف في نادي الهلال لمبلغ 13 الف دولار لحسابه الخاص ومجلس الهلال وكأنه لا يقرا ولا يسمع ولا يتكلم .. لا ينفي ولا يوضح لانهم ببساطة يتعاملون مع الهلال علي انه شركة خاصة بهم ويا ليته كان كذلك ..! وهذه مشكلة المشاكل فالاندية الكبيرة تصبح ملكا خاصا لافراد دون ان تكون عليهم اي التزامات قانونية !!
الان العليقي يتصرف في الهلال وكأنه ملك خاص ويا ليته أشتري الهلال وحوله الي شركة خاصة فحينها لن يستطيع موظف ان يحول اي مبالغ خاصة بهذه الشركة لحسابه الخاص ويبقي في منصبه لاكثر من عام !!!
لو كان الهلال شركة خاصة بالعليقي مثلا لتمت معاقبة كل الذين شاركوا في تسجيلات الموسم السابق وجعلوا الهلال يدفع ثمن كل هذه الصفقات الخاسرة بقيادة اطهر الطاهر وفيكتور وثنائي اركويت وقبل ذلك بانغا !!
في الشركات الخاصة تكون هناك ميزانية واضحة وحسابات ربح وخسارة واضحة ومحاسبة وتحمل للمسؤولية ..
هل يقبل العليقي في شركته ان يتصرف موظف صغير في اموال الشركة كما يريد !! بالتاكيد لا ..
هل يغلق العليقي شركته او يستقيل منها اذا غضب لاي سبب ؟؟!!
لو كان الهلال شركة خاصة لما أستقال الفاضل التوم في هذا الوقت الحساس بدون ابداء اسباب !! لان الفاضل التوم في شركته الخاصة لا يستقيل ولا يقبل انصاف الحلول ولكن في الهلال كل شئ ممكن !
وسنعود للهلال في اعمدة قادمة ولكن دعونا نضرب مثالا اكثر قوة واكثر حزنا واكثر حسرة واكثر تاكيدا علي الفوضي التي نعيشها ونتحدث هنا عن المريخ .. عن لاعب نال ما يقارب الخمسمائة الف دولار دون ان يصل للسودان ويلبس شعار المريخ !! الا يكفي هذا المثال للتاكيد علي ان اموال الاندية السودانية مستباحة وللاجانب كمان !! ونذهب لابعد من ذلك لنتحدث عن موضة فتح حسابات للاندية والاتحاد خارج السودان وحركة الدولار التي نسمع بها حتي ان اعلام المريخ اتهم بشكل مباشر عادل ابو جريشه بانه استولي علي مبلغ 300 الف دولار من حساب المريخ في القاهرة بعد ان انتهت فترة مجلس ابوجريشة ولا احد يعرف مصير اموال اتحاد الكرة في سنوات مضت عندما تم فُتح حساب ايام شداد باسم احد الضباط الثلاثة !!
لو كانت هذه الاموال اموال شركة خاصةهل يمكن ان ياخذها مدير مستقيل من الشركة مثلا ويذهب بكل ثقة متاكدا بان احد لن يحاسبه كما فعل ابوجريشة وكما عضو اتحاد الكرة الذي عاد في منصب مرتبه بالدولار !!
ولو ذهبنا للاتحاد العام فاننا سنتحدث عن ملايين الدولارات وعن سيطرة افراد علي اموال الاتحاد وعن وعن ولكننا كتبنا ما يكفي علي مدي سنوات في هذا الامر ..
ان تحويل الاندية الي شركات سوف يكفيها علي الاقل شر الديون او الغرامات التي يتسبب فيها الاداريون بكل هذا الاستهتار لانهم حينها سيكونون ملزمون بدفع هذه الغرامات من جيوبهم وشركتهم ..
أن النظام المالي الحالي في الاندية عموما والكبيرة علي وجه الخصوص لا يستفيد منه الا الفاسدون وهو دعوة صريحة لكل صاحب نفس ضعيفة للسرقة .. وهذه دعوة صريحة لتحويل الاندية لشركات او تغيير نظام العضوية تماما لاختيار مجالس الادارة او التفكير في نظام جديد يمكن الجماهير من محاسبة من ينهبون اموال كرة القدم السودانية ..