يا مجلس الهلال الزمن اتغير ويا ود السكة سير في السكه
منذ فترة والأمانة العامة لنادي الهلال تشغل نفسها بموضوع روابط المشجعين لاسباب كثيرة ربما يكون في مقدمتها ان الأمين العام للنادي ابن شرعي لهذه الروابط وكان يرأس الرابطة المركزية وهو الأخ الدكتور حسن علي عيسي والذي اصدر مؤخرا لائحة لتنظيم عمل الروابط في ما اسماه بدول المهجر والاغتراب دون ان يعرف لنا الفرق بين عضو الرابطة في دولة المهجر ودولة الاغتراب وما سبب هذه التفرقة أصلا في شخص يريد ان يكون عضوا بنادي الهلال وما هي مميزات عضو الاغتراب وعضو الهجرة؟
لائحة طالبت عضو الرابطة بان يكون مقيما بصورة شرعية في البلد الذي يقيم فيه وكأنها تصدر عن وزارة الداخلية لتلك الدولة والغريب ان اللائحة استمرت في طرحها العسكري الدكتاتوري مؤكدة علي ان للمجلس الحق في حل الروابط والتدخل في كل شؤونها الداخلية رغم أن ود السكة واخوته في رابطة الهلال بالرياض اكدوا وبالبيان بالعمل ان المجلس لا يستطيع ان يفعل أي شيء للروابط ومد لسانه لكل قرارات مجلس الهلال ولائحته وقام هو ومن معه باستقبال الهلال وتشجعيه ومساندته في الرياض لان هذا ببساطة حق اصيل لا يستطيع مجلس الهلال ان يقدمه لاي هلالي ولا يستطيع ان ينتزعه منه ورغم ان هذه اللائحة تحدثت في كل خصوصيات عضو الرابطة الا انها لم توضح أي حقوق لهذا العضو من كل هذه الشروط الصعبة التي تضمنتها اللائحة وما هو الاغراء الذي يجعل المشجع الهلالي يتنازل عن كل حقوقه في كيان يؤسسه وينتخب قادته ويدفع فيه من ماله ووقته ليكون تحت رحمة مجلس الهلال واشراف رابطته المركزية؟
هذه اللائحة قد عفي عليها الزمن كما عفي الزمن علي إدارة الأندية بهذه الطريقة التقليدية لقد تحولت الأندية الي اندية شركات واصبح الدور الرئيسي للمشجع ان يدعم هذه الشركات من خلال شراء تذاكر المباريات او الشعار او الاشتراك في استثمارات النادي المختلفة ومنها المنصة الإعلامية لنادي الهلال عندما تري النور مثلا
فكرة الإدارة الاهلية وجمع التبرعات من المشجعين والمحبين كانت فكرة صائبه عندما كان النادي نفسه نادي (اهلي) بعيدا عن الاحتراف والتطور الذي حدث في كرة القدم وعندما كان الصرف يحتمل تبرعات المشجعين وعندما كانت الأندية التي تنافسها تعتمد علي هذه الأفكار ولكن الان فان منافسة اندية مثل صن داونز والأهلي القاهري بهذه الطريقة امر غير مقبول
روابط المشجعين هي تجمعات أهلية لتعبير المشجعين عن عشقهم لناديهم .. هم يجتمعون فيما بينهم ويختلفون فيما بينهم ويستمتعون بوقتهم ولا دخل لمجلس الهلال بهم ولا قدرة له علي التدخل في عملهم وهو أصلا لا يقدم ما يفيد لروابط الهلال في الداخل او الخارج فالروابط هذه تدعم المجلس وبالتالي فان من حقها هي ان تفرض شروطها وليس العكس
علي مجلس الهلال ان ينتقل بفكره الي عالم الاحتراف وان يسعي للاستفادة من القاعدة الجماهيرية العريضة بطرق حديثه تجربها الأندية امامه ولنضرب مثلا بسيطا فرحلة مثل رحلة السعودية كان من الممكن ان تدر عوائد مادية كبيرة علي الهلال لو احسن الترتيب لها بإقامة مباريات كبيرة او علي الأقل دخول الجماهير بصورة منظمة وتذاكر في المباريات التي أقيمت حتي الان وعمل حملة إعلانية لبيع شعار النادي والتبشير بالافكار الاستثمارية والجلوس مع كل هذه الروابط لكسب دعمها المادي عن طريق مشاريع النادي بعيدا عن التدخل في امورها الداخلية فنادي الهلال نفسه نادي صاحب كيان لا يستطيع الاتحاد السوداني لكرة القدم ان يتدخل في شؤونه الداخلية بعد انتخابه من قبل الجمعية العمومية فكيف يريد مجلس الهلال ان يحل مجلس لرابطة مشجعين في السعودية اختارته جمعية عمومية
اتركوا التفكير التقليدي فالهلال ينافس اندية مؤسسات وشركات في البطولة الافريقية وكلما تقدمت في المنافسة كلما كانت التفاصيل الصغيرة حاسمة فاكبروا مع الهلال الكبير واجعلوه من كبار القارة بالمشاريع الكبيرة وليس بالتركيز علي صراعات المشجعين فالهلال لن يستفيد شئيا من لائحة تنظيم روابط وانما يستفيد من طرح مشاريع استثمارية لهذه الروابط