دعوة الامارات موضوع من لا موضوع
فجأة تحولت دعوة عادية جدا في كرة القدم لنادي الهلال تقدم في كل عام تقريبا من شخص عادي جدا يحب الاستثمار في مجال الرياضة ويقيم الدورات الرياضية بعيدا عن أي دعم حكومي او حتي دعم من الأندية فجأة تحولت هذه الدعوة الي ساحة حرب وبطولات واستعراض لعضلات الوطنية والانتماء حتي ان صاحب الدعوة تخيل نفسه زعيم سياسي ؟؟
ألامر ببساطة يا ساده ان هناك شخص بسيط مقيم في دبي قدم طلب لنادي الهلال للمشاركة في بطولة ودية وهو طلب رياضي يجب ان نتعامل معه في هذا الاطار الرياضي لأننا لو فتحنا باب التعامل السياسي بهذه الطريقة فاننا سنجد انفسنا امام أسئلة محرجة جدا واجاباتها اكثر احراجا
أن الهلال هو نادي الحركة الوطنية والخريجين الأوائل دون شك ولكن الهلال ليس وزارة الخارجية ولا هو المسؤول عن استمرار او قطع علاقات البلاد مع الدول الأخرى بل بالعكس فان الرياضة تدعو دوما للتقارب بين الشعوب وليس التباعد وتدعو للتسامح وليس للحرب لذلك كان الحق مع الذين اعترضوا سابقا في مشاركة الهلال والمريخ في دعم المجهود الحربي اما في هذه الدعوة علي وجه التحديد فانها دعوة رياضية بحته ولو اردنا ان نسقط عليها السياسة فان الهلال سيذهب الي دولة تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع السودان حيث توجد سفارات وسفراء ولقاءات وحتي رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش يزور دولة الامارات فيكف يعلن الهلال رفضه المشاركة في البطولة من باب مقاطعة سياسية لدولة لها علاقات سياسية مع السودان هذه مقاطعة يمكن ان تجلب علينا الأسئلة الحرجة كما نقول فمجلس الهلال الذي نريد ان يقاطع هذه البطولة مقيم او زائر او عابر كله بدولة الامارات ابتداء من رئيسه الذي كان مقيما في الامارات عندما أبعده حميدتي شخصيا عن السودان ولم يستطع البرهان حمايته فذهب الي دولة الامارات والان نائبه مقيم في دولة الامارات هو واسرته الكريمة والفاضل التوم يستثمر في دولة الامارات دعك من بقية الرياضيين فلماذا نريد ان نحرج الناس ونضعهم في موقع المواجهة بدون ذنب علما بان كل السودانيين المقيمين في الامارات يمكن ان يتأثروا بهذا الاندفاع غير الدبلوماسي وغير العقلاني وكلنا نعرف بان الامارات الان ملاذا للفارين من جحيم الحرب وكل يوم يدخلها عشرات السودانيين
نحن لا نريد ان ندخل اكثر في السياسة فدروبها وعرة وكما ذكر الكثيرون فان الشعب السوداني الان مشتت بين الدول ويمكن لاي شخص ان يتحدث عن خذلان هذه الدولة او تلك للشعب السوداني فهل نمنع الهلال من الذهاب اليها وفي مقدمتها ليبيا المقترحة لاقامة المعسكر والتي لعب بها المنتخب السوداني فهل تساند ليبيا الجيش السوداني ؟ بل يمكننا ان نسأل اكثر ونقول هل الامارات صنعت الجنجويد ؟ وهل دعمته اكثر من البرهان نفسه ؟ أنها السياسة وعلينا ان نتعامل معها بحذر وان نترك الرياضية للمحبة والتواصل وان نتخذ قراراتنا الرياضية من باب الرياضة ما استطعنا الي ذلك سبيلا
لقد فتح قائد الجيش كل الأبواب امام إسرائيل وكان ذلك امام الديمقراطية والحرية فهل طالب هولاء بمحاسبة قائد الجيش وهم الذين ينادون الان بمقاطعة دولة الامارات متناسين علاقة السودان بإسرائيل نفسها وهل ستوافقون اذا أراد الهلال ان يقيم معسكرا في إسرائيل لان إسرائيل لها علاقات مع البرهان ؟
مشكلة مجلس الهلال انه اضعف من ان يتخذ القرارات الكبيرة ولو كنت مكان المجلس لاتخذت القرار من اول يوم وصلت فيه الدعوة بعيدا عن أي ضغوطات إعلامية سياسية او غيرها وتحملت المسؤولية مع العلم بانها دعوة ضعيفة ولا تشبه الهلال وكان من المتوقع رفضها بمجرد استلامها لان الهلال رياضيا اكبر من ان يشارك في دورة ينظمها فرد بهذه الطريقة ولا يقدم فيها حوافز مالية تناسب اسم الهلال الكبير ونجومه المتميزين ومشاركته في اكبر بطولة افريقية في هذا التوقيت
كل الشعب السوداني مكتوي بنيران الحرب رجال ونساء شباب وشيوخ وأطفال داخل او خارج السودان ولكن علينا ان نتعامل بكل هدوء وعقلانية وان نعرف جيدا فرز الكيمان حتي لا نجد أنفسنا امام تناقض كبير او نجد أنفسنا في خلا سايقننا فيهو علي عمانا فتحو وتعقلوا قبل ان تقرروا أو كونوا اكثر شجاعة وادخلوا ميادين الحرب واعلنوا مقاطعتكم من هناك
1 Comment
محاضرة قيمة ، لعل الجميع يستفيد منها فى زمن أصبحت فيه الحكمة أغلى من الذهب