… برازيليين وكنغوليين ولكن
من الواضح اننا امام تسجيلات نصف موسم خاصة جدا في الهلال والمريخ وتاتي خصوصيتها من اعتمادها علي ترشيحات المدربين فقط خصوصا في اللاعبين الاجانب .. حيث تولي الكنغولي فلوران هذا الملف بترشيحه لابناء جلدته الثلاثي بيلفري ماكاناغيلا وايبولا وموكوكو ولم يختلف عنه البرازيلي ريكاردو الذي اختار رباعي برازيلي من جنسيته ليحسم امر التجديدات في المريخ ..
حتي الان فان المريخ بشكل واضح وصريح قام بتسجيل الثنائي البرازيلي ماتيوس كاتيلو وسيرجو رافائيل … بينما زال الهلال وكما هول الحال في عهد العليقي ملتزما الصمت والسرية ولكن الاعلام وكعادته يكسر كل هذه القواعد الحديدية التي يضعها فيصل للمعلومات عبر الاستعانة بخبير اجنبي !!
تسجيلات الفريقين كشفت مبكرا عن الفكرة الاساسية للمدربين ففي المريخ اكد ريكاردو انه مدرب اللاعب الجاهز وزول (حاضرة) لا وقت له للتحضير للمستقبل ويعرف جيدا انو ما زول (طويلة) في التدريب وانه يريد ان يحقق انجازا لنفسه دون النظر لمستقبل النادي الذي يحتفظ له بالانجاز الوقتي ان تحقق لذلك فانه اختار مواليد القرن الماضي لقيادة المريخ عبر ابناء جلدته لسهولة اللغة والتعامل معهم بينما وضح جليا من تسجيلات الهلال ان هناك مشروع ازرق يقوده العليقي واحسن اختيار المدرب الصبور الذي يجيد البناء والبقاء طويلا مع الاندية كما حدث مع نادي (فيتا) كلوب والمنتخب الكنغولي .. فلوران اختار لاعبين مواليد الالفية الجديدة فاللاعب ايبولا من مواليد 2001وهو لاعب مغمور حتي في الكنغو وليست له سيرة ذاتيه كبيرة ولكنها نظرة المدرب الخاصة وخارطته لبناء فريق قوي في السنوات القادمة ليسنده بالخبرة ويلعب بجانبه مكوكو من مواليد 1998 وامامها لاعب الارتكاز صغير السن (بيلفري ) مواليد عام 2000 ولكنه بخبرة عالية متجولا بين اندية في اوربا وامريكا رغم صغر سنه ..
في الهلال فان الاوضاع سمحت للعليقي باختيار هادئ للمدرب دون ضغوط بعد سنوات من الاستقرار الاداري وبدأ العليقي البناء بتجديدات كثيرة وتسجيلات بالكوم لعدد كبير من اللاعبين السودانيين والاجانب فشل منهم من فشل ونجح منهم من نجح ليستمر الهلال في البناء ولكن بفاتورة عالية ليضيف لجارجو ومكايا واجاجون الثلاثي الجديد ويحاول ترميم الفريق في الخانات الضعيفة خصوصا في الطرف الايمن ليقوم المدرب بتصحيح اخطاء لجنة الرصد التي يبدو انها بعيدة تماما هذه المرة عن تسجيلات الاجانب فاختار المدرب اللاعبين بنظرته الخاصة وبمتابعته لابناء الكنغو كما ذكرنا وهو مسؤول عن اختياراته تماما عكس التسجيلات السابقة التي جاء معظمها من لجنة الرصد وكانت بها الكثير من الاخطاء والمجاملات دون ان ننسي بعض الاشراقات مثل جارجو ..
في الارتكاز حيث يفقد الهلال اللاعب الذي يقتطع الكرة ويجيد البناء من الخلف فان فلوران اختار (بيلفري) ورغم ان الحكم علي اللاعب من تسجيلات الفيديو يكون صعبا ولكن المؤشرات الايجابية لهذا اللاعب كثيرة فهو صغير في السن وتدرج بشكل طبيعي من نادي صغير الي نادي اخر حتي وصل الي امريكا وكرة القدم في امريكا في تطور مستمر وعليها تركيز كبير قبل استضافة كاس العالم القادمة وكلنا شاهدنا الاداء الرائع للمنتخب الامريكي في كاس العالم .. هذا اللاعب ومن خلال الفيديوهات في اليوتيوب لاعب متميز في الارتكاز فهو خفيف وقوي ويتمتع برؤية ثاقبة في قراءة الملعب ويجيد التمرير ويستعمل قدميه بمهارة عالية وهو لاعب منتخب وتربي تحت يدي فلوران نفسه ونتمني له التوفيق فهو سيفيد الهلال كثيرا في حال نجاحه وتاقلمه مع الكرة السودانية لانه سيكون جزء اساسيا من المشروع الازرق .. أما المدافع والذي لم يصلنا ما يفيد باكتمال صفقته فانه احد افضل اللاعبين في الدوري المغربي وجمهور الدفاع الحسني الجديدي يحبه بعنف ويصفه دوما بابن النادي والمنطقة بسبب شراسته ودفاعه القوي عن الفريق وادائه الرجولي علي طريقة داريو كان وعكس (بانغا) الذي لم يحزن الجمهور علي رحيله ولم يرحب بعودته ..
أذا نجح الهلال في هذا الثلاثي واستطاع العليقي ان يقدم مفاجأة حلوة بالتعاقد مع مهاجم اجنبي رغم تضاءل الفرص فان الفريق سيظهر بمستوي جيد في المجموعات … نقول مستوي جيد ولا نحلم كثيرا بتخطي الاهلي وصن دوانز ولكننا نحلم بان يقدم الهلال كرة جميلة ويبشر جماهيره بمستقبل طيب .. وتبقي مشكلة الهلال في عدم التفكير الاستراتيجي في التعامل مع الاعلام او الاهتمام بالاعلام حيث يحتاج هذا المشروع التي تبصير وتوعيه وارتباط وجداني بين المدرب والجماهير واستمرار الحوار بين مختلف القطاعات الزرقاء بدلا من هذه العزلة التي يفرضها مجلس الهلال علي نفسه ويبني حاجزا بينه وبين الاعلام والجماهير ولا يهتم حتي باعلامه الخاص ..
في المريخ فان التجربة البرازيلية ربما غيرت من شكل الفريق في دوري المجموعات وربما قضت علي الاخضر واليابس لان ريكاردو استقدم لاعبين كبار السن وبعقودات قصيرة واموال كثيرة مركزا علي فترة محددة في دوري المجموعات وهو يحب هذه الطريقة في ادارة الفرق ولكنها خطيرة خطيرة خطيرة ..
عموما الكرة السودانية تحتاج للكثير وللبناء من الداخل قبل الاستعانة باللاعبين الاجانب والاهتمام بالشباب ولكن بطريقة علمية وليس بتكديس المواهب وعدم الاستفادة منها كما يحدث في الهلال حاليا وهو امر سنعود عليه لاحقا ..