أب جيبين والحرب القذره
أتابع في الفترة الاخيرة بشئ من الاشمئزاز والاستغراب حرب التسجيلات والفيديوهات التي تتناول عددا من الشخصيات الرياضية . كنت اود ان اكتب هذا العمود قبل فترة ولكنني توقفت خوفا من التفسيرات الخاطئة ومناصرة طرف علي طرف وخوفا من ان يتحول الامر الي صراع شخصي وتفقد الفكرة معناها ولكن ما شجعني الان هو عدم وجود طرف واضح حتي نُتهم بالتحيز ضده لان الفاعل مجهول او علي الاقل هو لا يريد اظهار نفسه ..
هذه الفيديوهات التي تم نشرها لرئيس المريخ وهو ينفعل بعد فوزه في كوتشينه وفي مكان عام اعتقد والله اعلم انه (تفاحة كافيه) احد المقاهي المشهوره في الخرطوم التي يتجمع فيها الرياضيين وانا احد روادها بل اعتبر نفسي احد المؤسسين .
القصد من هذه الفيديوهات هو هز صورة رئيس المريخ خصوصا للجماهير التي لا تعرفه عن قرب في اطار حرب عنيفة وصراع شديد في مجلس الادارة .
الذين نشروا هذه الفيديوهات جبناء فشلوا في المواجهة المباشرة كما انهم لا يتمتعون ولو بقدر قليل من الاخلاق لان هذه جلسات خاصة ومن الواضح ان التسجيل تم بموافقة كل الحضور باعتبارها جلسة اصدقاء وستكون الفيديوهات في هذا الاطار الضيق وبالتالي لا يوجد اي مبرر حتي ولو انقطعت العلاقات وتحول الناس الي اعداء فان هناك قواعد وخطوط حمراء يجب عدم التعدي عليها في العلاقات وحتي في الحروب ..
ابوجبين هو رئيس المريخ ولم يكن في يوم من الايام داعية او شيخ او امام مسجد لذلك فان انفعالاته الطبيعية تخصه وان كان بها شئ من الانفلات فانها ترجع الي طبيعته والي شخصيته وحتي الذين ينتقدونه باعتبار عدم الهيبة عند رئيس المريخ نقول لهم ان كل اختيار رؤساء الاندية في السنوات الاخيرة يتم في الاساس علي العامل المادي وخصوصا في المريخ
أن الصراع مع ابوجيبين يجب ان يكون في الاطار الرياضي وخصوصا وانه ليس بالرئيس المبدع او الخلاق او صاحب الانجازات الكبيره حتي يعجز معارضوه عن نقده في العمل العام واطار نادي المريخ حتي يضطروا لاستعمال السلاح النووي فابوجبين في ادارة نادي المريخ لم ينجح بحسابات كرة القدم فلا هو بني فريق ممتاز ولا قدم انجازات كبيرة ولا ادار النادي بمؤسسية وعلي مستوي المال العام فان هناك الكثير من الاقاويل ورغم الصرف الكبير الذي صرفه في الستجيلات قبل وبعد ان يكون رئيس فانه يبقي رئيس عادي جدا ويتيح مساحة واسعة لمنتقديه دون الحاجة للوصول الي الحياة الخاصة ولكن يبدو ان هذا هو الطريق الاسهل رغم انه طريق الجبناء وهو طريق محرم بشرع الله .
ما حدث لابوجيبين ليس استثناء بل هو اقرب للقاعدة في الوسط الرياضي فمعظم المتصارعين يتركون الصراع الرياضي ويتحولون الي صراع شخصي وهو مثل الحرب الجارية في السودان الان كلها خراب ولا منتصر فيها وهذا ما يقود الي الاستغراب فيبدو ان البعض ورغم كل هذه الدروس لا يريد ان يستفيد فالموت قريب قريب والحياة قصيرة بالاضافة الي تدهور كرة القدم السودانية والتقليدية في الادارة وبعد كل هذا نتجه الي صراع شخصي لا يفيد في اي شئ
ان الصراع في العمل العام موجود ومحبز وكشف الحقائق امر مطلوب وعلينا ان نتصارع في الاطار العام ونكشف كل الذين ينهبون المال العام او يتصرفون فيه بعدم مسؤولية ولكن في اطار وظائفهم فقط
يجب علينا ان نحارب كل انوع الفساد في الرياضة مثل رشوة الحكام او استغلال المناصب او الانحياز للاندية من المسؤولين الذين يفترض فيهم الحياد او غير ذلك من انواع الفساد الرياضي ولكن نشر الاشياء الخاصة ومتابعة الناس في خصوصياتهم يضر الانسان في دينه ودنياه ويضر بالرياضة دون شك ..