الطيران الأرضي وأبني احمد
*** داخل إطار ( لا يجبرك على المر إلا الأمر منه ) نزح النازحون من مناطق الحرب وكان لمصر حظها الكبير في هذا النزوح وكان هذا قراري خاصة وتعليم أبنائي الهم الأكبر
*** في المعبر المصري رفض لابني أحمد البالغ 15 عاماً الدخول لأنه مضاف بجواز سفري وقرار صدر في نفس اليوم من السلطات المصرية أن يكون عمر المضاف12 عاماً وما دون ذلك
*** سافرت بقية الأسرة إلى القاهرة وعدت بأحمد إلى حلفا واستخرجت له وثيقة سفر ومرة أخرى رُفض دخوله لمصر لايقاف التعامل بوثائق السفر ليتوزع همي بين خيار اللحاق باخوته بالقاهرة وهم يدخلون المجهول وبينه وهو بلا معرفة ولا تجربة ولا إلمام فتركته وفي حفظ الله نجح في كسر الصعاب ووصل إلى عمته بنوري
*** مرت ثمانية أشهر ( والشهر سنة ) وكل اتصالاتي وعلى كل المستويات تفشل في استخراج جواز السفر له نسبة لضياع سيرفر الرقم الوطني لفئته العمرية
*** انتهت كل المحاولات وكان القرار أن يلحقنا بمصر مسافراً عبر التهريب أو بالاسم المحسن من عندي ( الطيران الأرضي )
*** غادر أحمد نوري التي أحبها في كرنفال وداع كبير من الذين أحبهم وأحبوه ومر يومان وثلاث وأربع وخمس ولا أثر ولا خبر لترتفع عندي وعند أمه مضاعفة درجات التوتر والشد والتوهان
*** رن الموبايل صباحاً بنغمة لم يتقبلها قلبي وبعد التحية الطيبة وبكل ما يملك المتحدث لبعث الطمأنينة قال أحمد ولدك اداني رقمك ده وهو محجوز بأحد معسكرات الجيش المصري بالحدود بسبب سقوط سبعة أفراد بمختلف الأعمار من العربة التي استقلوها تلقوا العلاج بأسوان وجميعهم بخير
*** على الفور تحركت أم أحمد إلى أسوان برفقة راني شجرابي ابن أخي حمد والذي تخطى عمره رجلاً .. فارساً .. قافزاً فوق التجربة واللغة والزمان والمكان وبقيت يومي بالقاهرة في جولات بين المفوضية السامية للاجئين والداخلية وقيادات مصرية
*** كان البحث عن مكان أحمد للباحث أقرب للضياع فلا معرفة لنا باسم المعسكر والمعسكرات كلها حدودية وبعيدة عن المدن الاقتراب منها خطر ناهيك عن الوقوف بأبوابها للسؤال وبعد طرق أربعة منها وصلنا للمعسكر الذي يبعد 285 كيلو عن أسوان
*** بأعلى درجات الإنسانية سمح لنا قائد الكتيبة بمقابلة ابننا الفارس الذي جندل ثباته موقفنا وهزمت قوته ضعفنا لنبحث عن إطلاق سراحه في كل الاتجاهات وكلما أغلق لهذه المحاولة باب فتحنا لها باب وهكذا بقينا بين أسوان وقرية عبد القادر وابوسمبل 17 يوماً حسوماً يبدأ يومنا عند الرابعة صباحاً وينتهي في الثانية صباحاً ركبنا فيها المواصلات الخاص والعام وعرفنا كيف يعمل ويعيش إنسان الريف المصري البسيط الجميل المضياف وعفواً فقد نسيت القول أن هناك محجوزين بالمعسكر أفراد فيهم رموز من بلادي رياضية وفنية لا يعلم أهلهم باحتجازهم لهم بعض الاحتياجات مكانها سوق المدينة الذي تفصله عن المعسكر عشرات الكيلومترات
*** امتلأ معسكر الكتيبة 16 وصدر قرار ترحيل المحتجزين إلى حلفا كان العدد 250 فرداً رحلوا في 5 بصات وبحمد الله عاد ابني ووصل نوري ما تمنيت ماحدث له وقبلت له ( الدردة ) و( الدردحة ) و( الشفتنة ) و( الخشونة ) تمنيته عطبراوي بكل صفات عطبرة مصنع الرجال وكم كنت سعيداً وهو يودع بعلامة النصر وأنا أقول ( لا تيأس كرر المحاولة مرة أخرى )
*** حكيت لكم ما حكيت لتعم الفائدة فهناك مئات المحتجزين بالحدود المصرية وهناك الألوف التي دخلت مصر آمنة ومثلهم في الطريق وإن سألني سائل عن رأيي أقول يا الراغب الجاد في النزوح لمصر عبر ( الطيران الأرضي ) اركب تعال انت وحظك يا دخلت مصر يا رجعوك السودان
( ومافيش حاجة في النص )
عبدالمنعم شجرابي ..
- آراء وكتاب
- السودان والسودانيون
- مواد منوعه
- رياضة سودانية
- الدوري الممتاز
- كرة القدم الأمريكية
- كأس العالم
- أخبار
- Home
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
Add A Comment