محفظة والي الدين
كان لي شرف فكرة وكتابة سيناريو فيلم توثيق لنجم الهلال المحبوب واحد ابرز المواهب التي انجبتها الكرة السودانية والي الدين محمد عبدالله لتلفزيون السودان .. وحمل الفيلم اسم ( الوالي الغالي) بعد عام من رحيله الرحيل الذي اثار الكثير من ردود الافعال .. والي الدين الانسان شخصية لطيفة هادئ تخرج الكلمات منه اشبه بالهمس .. ومن خلال قربي من الهلال الفريق وقتها بحكم عملي ( محرر) مسؤول عن تغطية نشاط نادي الهلال على مستوى كرة القدم مررت بمواقف عديدة مع اللاعبين والمدربين منها موقف لن انساه مع الراحل والي الدين ..اذكر كنت على موعد حوار معه في بيت اللاعبين وكان البيت وقتها في حي الصافية بمدينة بحري.. وبالفعل وصلت المكان في الموعد المتفق عليه وجدته خارج المنزل ( بيت اللاعبين) وحوله مجموعة من الشباب وقفت بعيدا حتى اكمل حديثه معهم .. وبعد التحية ابتدر حديثه بكلمات حملت في طياتها الحزن والأسى ( تعرف الشباب ديل طلاب جامعات من المنطقة وانت عارف ظروف القراية ومصاريفها وعلى حس الاسم واني لاعب في الهلال الناس بتفكر انه النجومية معناها عندك قروش كتيرة مع انه الحاصل ماكده وانت عارف مرات كتيرة بناكل علي الدفتر من صاحب الدكان ( وكان وقتها هناك ازمة شهيرة في بيت اللاعبين اطلقت عليها الصحافة الرياضية ازمة الغداء) ورغم الوضع العايشنو مابتقدر تقول ماعندي وبتتصرف من الاصحاب والناس القريبين منك وبحبو الهلال .. وبطريقة تلقائية اخرج محفظته من جيبه وفتحها امامي خالية) .. والي الدين نجم منحه الله الموهبة وحب الناس عاش بسيطا ومات بسيطا له الرحمة والمغفرة .. دمت شامخاً وإلى اللقاء