كفاية خلاص
* اختاروا أنتم نوعه ومادته أما أنا فلا أدري إن كنت سأكتب بقلم ( بندقية ) أو قلم ( عكاز ) أم قلم ( سيف عشر ) ولا أدري إن كان قلمي مملوء ( حبر ) أو ( دم ) أم ( ماء )
* أكتب عن حرب خلناها كما قالوا أسبوعاً أو أسبوعين على الأكثر .. وانتظرنا شهراً وشهرين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية ولا زلنا
ومن الوهلة الأولى كنا قد رفضناها ورفضنا الانتظار
* أكتب والحرب تمددت وما انكمشت .. وسخنت ومابردت .. وطالت وما قصرت .. وقويت وما ضعفت .. وما برحت وما انفكت تحصد الأرواح وتدمر الممتلكات ولا تستثني الزرع ولا الضرع ولا الطيور ولا الحشرات
* أكتب عن نزوح داخل النزوح .. ودمار تحته دمار وأي إعمار ممنوع عليه الاقتراب وعن نزوح يجري تحته النزوح .. وعن نازح مجهول الهوية وآخر باسم .. ونازح بلا اسم ولا عنوان
* أكتب بقلم مملوء بالدم عن ضحايا نفذت دماؤهم وفاضت أرواحهم .. وجرحى نزفوا دماً ولا دم ولا حتى وسيلة تنقل لهم الدماء .. ودماء على الأرض تسيل يعشعش ويتوالد عليها الذباب والديدان
* أكتب ( وأنا البعيد ) والقريب أصبح بعيداً .. والبعيد زاد بعداً .. ومهما قصرت طالت وطالت المسافات .. ووسائل الاتصال بكل تقدمها لم تعد قادرة على تغطية ( التفاصيل ) وإن استطاعت فإنها فقط تحمل السلام واللهم أنت السلام ومنك السلام
* أكتب بقلم ( سنته مجروحة ) عن حرب حسبناها ككل الحروب شريفة ( إن كان للحرب شرف ) فاشتعلت ( قذرة منحطة ) دخلت الحيشان والبيوت ونهبت غرفها وصالاتها وطالت مطابخها ولم تنج منها ( الحمامات ) والعياذ بالله
* أكتب بغباء عن حرب خلناها قاصرة على العاصمة مكان صنع القرار ( فحرقت ) الغرب ( واشعلت ) الوسط ( واخافت ) الشرق والشمال ولم ( تنسى ) النيل الأبيض ( لتصل ) النيل الأزرق ( وتجري ) جريان متقطع مع نهر النيل والخوف كله وصولها للدندر والرهد والسوباط والقاش
* أنا سوداني ( بالدم والأرض ) .. وطني مخلص كامل الانتماء لهذا التراب ما خنت يوماً وما عرفت الخيانة .. أنا سوداني مع بلدي الطيب والطيبون أهله مع جيشها المفدى وضد التجارة بالدين وضد المتجارة بالوطن ضد الكذب والنفاق والتشدق بالكلمات والمموسق المنمق من العبارات
* أكتب ( بقلم بندقية ) مع السلام مع السلام وضد الحرب ضد الحرب أوقفوا الحرب التي أوقفت التعليم والصحة والحياة ( واشاخت ) الشباب ( وشيبت ) الأطفال
لا للحرب .. لا للحرب .. لا للحرب .. كفاية خلاص وهذا آخر الكلم
( والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا )
عبدالمنعم شجرابي