لا تعدموا حلواني الهلال
إنتزع موهوب الهلال الفنان روفا آهات الإعجاب وكلمات الثناء وعبارات الإطراء من المتابعين لمسيرته قبل إنتقاله للنادي الأزرق ، وتمايلت معه الأبدان مثلما تتراقص الكرة بين قدميه… وشكل علامة فارقة في صفوف النادي منذ ذهاب هيثم… واعتبر البعض ظهوره اللافت محاولة سريعة لتلافي فراغ صناعة اللعب والاقدام الماهرة التي تكتب التطريب وتداعب المستديرة وتصنع لوحات آخاذة بالغة الجمال.
طالعت نصيحة الشغيل كلاعب خبرة عركته الملاعب وصقلته التجارب وهو يشرح لحلواني الكرة السودانية و موسيقار الهلال نقاط الضعف التي تسببت في إبعاده عن التشكيلة الأساسية في عهد فلوران، بعد أن كان ملء السمع والبصر قبلها.
لا ينكر إلا من بعينيه رمد الدور الكبير والإسهام المقدر لعبد الرؤوف سابقا وصناعته لإنتصارات زرقاء وضعت الهلال في الصدارة ومكنته من الفوز بالممتاز والإحتفاظ باللقب ، ولن ننسى وصوله شباك الأهلي القاهري بعد دخوله بدقائق وفي أول ظهور أفريقي له مع الهلال.
لكننا بذات القدر ومن باب الحرص على تثبيت الرؤية الفنية نثمن نصيحة الشغيل التي كشف فيها بعض الخلل في تركيبة روفا الفنان.
ونحن ننظر بعين زرقاء اليمامة للمستقبل القاتم وإنحسار المواهب عن الملاعب السودانية وإندثار الفلتات واللاعبين المهاريين أصحاب القدرة والمهارات الخاصة والقدرة على تطويع الكرة ، وصناعة اللعب وإسعاد الجماهير وتطريب المدرجات بالتمريرات الحريرية الساحرة الأنيقة بعد انتهاء حقبة هيثم والغزال مهند الطاهر.
لا يزال عشم الأهلة كبيرا في إتاحة الفرصة لروفا رغم ضيق الوقت وغياب اللعب التنافسي والوضع الحرج للمدرب فلوران الذي تنعدم لديه فرص التجريب.. وفي ظل قلة المباريات الودية يجد نفسه متنازعا بين سندان الرسمي ومطرقة الودي فيضطر لإلغاء الفرص وحصر المشاركة في عدد قليل من اللاعبين.
غالبا ما تخطط الأجهزة الفنية لكل مباراة على حدا بعد دراسة الخصوم وطرق لعبها وأسلوبها وعلى هذا القياس يتم إختيار العناصر التي تنفذ الخطة المضادة في إطار أهداف كلية.
لكننا ومع كامل الإحترام والتقدير لجهود فلوران وطاقمه المعاون ومثلما أجمع النقاد والفنيون أن الهلال يخوض غمار المجموعات منقوصا من خدمات صانع الألعاب بالإعتماد على الثلاثي الوطني أبوعاقلة وبوغبا وصلاح عادل قبل أن ينضم لهم المقاتل الصيني وأربعتهم أدوارهم متشابهة.
وبما أن الهلال وجد نفسه في هذا المحك.. ورغم وجود اباغنا وسينغوني وغيرهم وفي ظل العقم الذي يلازم الهجوم لإنعدام التمويل المريح فإننا ننادي بتعديل طريقة وأسلوب اللعب ليستوعب روفا ، وبما يحقق وضعية أفصل للشق الهجومي.
ويدعم هذا الرأي نزول الغربال المتكرر لوسط الملعب لفك الخناق على المهاجمين ولصناعة اللعب مع إتاحة الفرصة للقادمين من الخلف.
ونظرا لغياب صانع اللعب المتمكن يضعف الناتج المطلوب من طرفي الملعب ياسر مزمل وجان كلود… ولهذا يمكن الإستغناء عن أحد لاعبي الوسط في المحور أو اللعب بمهاجمين فقط على أن يكون تحتهما عبد الرؤوف.
وجود الحلواني في مباراة النجم سيعجل بحسم المواجهة مبكرا وتأمين نقاطها وإستعادة الوضعية الهجومية وزيادة الحاسة التهديفية.
يحتاج وسط الهلال للاعب بإمكانات روفا… رشيق وخفيف وينقل الكرة بسرعة للهجوم، ويمكن تكليفه بالمهام المطلوبة خاصة الدور الدفاعي.
بدلا من إعدام موهبة متميزة بدعاوى ومببرات واهية يمكن توظيف قدرات روفا وضبط إيقاعه بمايخدم الهدف العام.
روفا آخر نسخة من اللاعبين المهرة فلا تعدموها بالإهمال والتجاهل